جيل ألفا: كيف تستعد الإمارات لدمج أول جيل رقمي حقيقي في مستقبل الحكومة؟

في إطار رؤيتها الاستباقية لبناء مستقبل مستدام قائم على المعرفة والتكنولوجيا، أطلق مكتب التطوير الحكومي والمستقبل في دولة الإمارات تقرير “المستقبل 2025” تحت عنوان “جيل ألفا”، مسلطاً الضوء على أهمية إشراك هذا الجيل الرقمي في صنع القرار وتشكيل مستقبل المنظومة الحكومية.

يركز التقرير على الفئة العمرية التي وُلدت بين عامي 2010 و2025، ويعتبرهم أوّل جيل رقمي حقيقي، نشأ في بيئة تكنولوجية متقدمة ومتصلة، وتجاوز عددهم المتوقع عالميًا حاجز الـ2 مليار. ويهدف التقرير إلى توجيه صُنّاع السياسات نحو صياغة استراتيجيات قادرة على بناء مهارات جيل ألفا، وتعزيز جاهزيته للمشاركة الفاعلة في مستقبل الاقتصاد والمجتمع.

خمسة توجهات استراتيجية لتجهيز جيل ألفا:
التقرير حدد خمسة محاور رئيسية تُمكّن الحكومات من التفاعل بفعالية مع هذا الجيل، وتشمل:

  • دمج جيل ألفا في النظم الحكومية.

  • إعادة هيكلة نظام التعليم ليتناسب مع احتياجات الجيل الجديد.

  • تأهيل سوق العمل لاحتضان المهارات الرقمية الحديثة.

  • تسخير الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا لخدمة نمط حياتهم.

  • تعزيز جودة الحياة والصحة النفسية والجسدية.

الإمارات تستثمر في الجيل القادم من القادة
أكدت معالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، أن دولة الإمارات تعتمد رؤية مستقبلية قائمة على الاستعداد المسبق، حيث يمثل جيل ألفا ركيزة رئيسية في خطط التنمية الشاملة. وأشارت إلى أن هذا الجيل يتمتع بقدرات استثنائية بحكم نشأته الرقمية، مما يجعله مؤهلًا لقيادة التحول المستقبلي.

جيل ذو تأثير اقتصادي ضخم
بحلول عام 2030، من المتوقع أن تصل القوة الشرائية لجيل ألفا إلى ما يتجاوز 5.46 تريليون دولار، ما يعادل تأثير جيل الألفية وجيل Z مجتمعَين. كما أشار التقرير إلى أن 87% من أفراد هذا الجيل يؤثرون بشكل مباشر في قرارات الشراء العائلية، بينما يثق 70% منهم بتقنيات الذكاء الاصطناعي.

تحولات في التعليم وسوق العمل
بيّن التقرير أن أكثر من 72% من جيل ألفا يستخدمون التكنولوجيا في التعليم، ما يدفع نحو ضرورة اعتماد أنظمة تعليمية ذكية وشخصية، تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتوفّر تجارب تعلّم مخصصة، مع ضرورة تأهيل المعلمين والبنية التحتية الرقمية بما يتماشى مع هذا التوجه.

تحديات صحية بسبب أنماط الحياة الرقمية
لفت التقرير إلى أن 43% من هذا الجيل معرضون لخطر السمنة بسبب قلة النشاط البدني، ما يستدعي تطوير سياسات حكومية تشجّع على التوازن الرقمي والنشاط البدني، والحد من تأثيرات الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية.

فعاليات لتعزيز إشراك جيل ألفا
جاء إطلاق التقرير ضمن فعالية تفاعلية شارك فيها صناع قرار وأعضاء من البرلمان الإماراتي للطفل ورواد أعمال من جيل ألفا، بهدف إلهام هذا الجيل وتحفيزه للانخراط في قضايا المستقبل، من خلال جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية.

المصدر : الإمارات اليوم